مائة عام من العشق

House
وان قلت مائة عام من العشق ، لن تصف أبدًا تلك الكلمات انهزام كبريائي أمام عينيك ، اللتان تحملان من الأسرار ما يدفعنى للغوص فيهما وأنا لا أملك زورق ، ولا حتى أجدت السباحة يوما. تلك العينين الهاربتين ، كلما قاومت النظر إزاءهما ، أعادنى الشوق لحميم نارهما، ذلك الشوق الذي أقاومه كجندى أعزل، حرب أخوضها وأنت لا تعلم عن ذلك النزال شيئاً ، وأخشي أن تقودني تلك الحرب الى حتفي. لا أعلم من أين داهم قلبي ذلك العشق ، وأنا التى أقسمت ألا أعود ، أريدك ، وفي الوقت ذاته أرتعب من وجودك ، ليتك تمنحنى الطمأنينة حتى أتبعك مخلفة ورائي كبريائي وخوفي ، أتبعك مخلفة ورائي الأهل والقبيلة ، ليتك تغمرني بتلك الغائبة عنى أبداً. أقاومك بضراوة ، ولكنى أعود محملة بخيبة الشوق، أخاف من أن أدنو منك ، أخشى أن تسمع دقات قلبي الذي يكاد يخرج من صدرى كلما اقتربت منى قدما ، ثمة شيء لديك لم أستطع معرفته ، أعشق أن تحرقنى عينيك كلهب جهنم ، ولكنى أخشى أن تباغتنى بالتخلي . فأتذكر أننى أضعت الأمان ذات ليلة من ليالي العشق ، ويتملكني الألم ، فلا أنا أستطيع البقاء ، ولا لي قدرة لاحتمال البعد ، وها أنا أقف على أعتاب عالمك ويداي ترتجفان وقلبي يرتعد ، وعيني تعرف طريقها جيدا الى عينيك ، وأناملى تتمنى لو دلتها أناملك على الطريق ، وكأن العالم بأسره لا أرى فيه سواك ، حقا أنا لا أعلم ما الذي يجرى معى ، ولكنى أجرى معه.